Wednesday, November 28, 2007

قضيه هامه

الفصل الطبقي في مصر-المجمعات السكنية المغلقة

من الظاهرات الآخذة في الاتساع والانتشار في مصر في الآونة الأخيرة، تلك المجمعات السكنية التي تحيط بالقاهرة ، إحاطة السوار بالمعصم.
والمؤسف أن هدفها قد تحول – بفعل فاعلين- الى النقيض، فبدلا من أن تصبح حلا للكثافة الخانقة في أحياء القاهرة ألقائمه ،ومخرجا للشباب الباحثين عن فرص السكن والاستقرار-وتكون فى مقدور الطبقة الوسطى من الموظفين وأصحاب الأعمال الصغيرة. لكونها بنيت على أراضي ألدوله ---التي هي أرضنا،ملكنا....لم يحفظها ويزد عنها سوى دماء ءاباؤنا....عبر ءالاف السنين. وتمول بنيتها الأساسية من ضرائبنا ومقدراتنا.بل وبقروض تكبلنا الآن ، ونورثها لأبنائنا؟؟؟؟!!!

وشيئا فشيئا أصبحت هذه الأحياء تروق للأغنياء الذين يسعون للراحة والمساحات المفتوحة_______والخصوصية، بعيدا عن أعين الحاسدين من عامه الشعب المسكين _______وهكذا ،منع منا الكيل-أقصد الحلم نحن أصحاب هذا الوطن وملحه وسواده.

والآن أصبحت الرحاب وشقيقاتها....وما ( مدينته- طلعت مصطفي عنا ببعيد- في المسافة وليس في الامكانيه)

الناظر إلي المدن العربية علي مر التاريخ ، يلاحظ أنها أبدا لم تكن مقسمه طبقيا- بل وظيفيا- فهذا حي العطارين،وذاك حي الصاغه....وهكذا...

وفي تلك الأحياء سكن الغني والمتوسط ورقيق الحال.وهكذا نمت الوشائج الاجتماعية السليمة في المجتمع.وأصبح المواطنون في تفاعل وحياه مشتركه وهدف جمعي واحد.بل وإمكانات كبيره للحراك والارتقاء الطبقي لمن يحسن سعيه ،في مجاله.

لكن الحادث الآن ، أن الفصل الطبقي يسير مسرعا ، بغير تعقل للنتائج التى ستصبح لا- محالة- كارثيه .خاصة وان هذه المجمعات السكنية أصبحت مسورة ومحمية ببوابات وحراس. Gated Communities
فطبائع الأمور ، وفلسفه التاريخ تقولان ، ان الفصل الفصل الطبقي سيؤدى الى التمييز الطبقي، وتتحول ألدوله ،من دوله مواطنين إلى كيان ذو بناء طبقي غير متصل ولا متفاعل حيث تنمو كل طبقه اجتماعيه بشكل مغلق- يمنع فيه الحراك الطبقي من أسفل إلى أعلى.

وهكذا يصبح عامه المصريون من المنبوذين- كما في بعض الديانات الوضعية في الهند- ويستعر الحقد والصراع بين تلك الطبقات. وينتهي مصطلح الهوية إلى الأبد. وعندها لن يحق لأحد أن يسأل عن ما يسمى الانتماء والوطنية.

افيقواااااااااااااااااااااا أيها السادة....ألا قد بلغت، والله شاهد.