Saturday, January 5, 2008

مولد سيدى النووى

مولد سيدى النووى
كثر الحديث ،فى الآونة الأخيرة عن الطاقة النوويه.وضروره أن تمتلكها مصر. وللأسف فأن أغلب الكتابات فى هذا الشأن ، كتابات صحفيه ، غير دقيقه ، تفتقد الى الرصانه والبحث الجيد للوصول الى الأسباب والنتائج.
ولذا أردت أن أسهم لأوضح حقيقه الأمر.

بدايه ....ألطافه ، هى الحياة؛ حيث يتشكل الكون بكل ما فيه ، من عنصرين؛[ المادة ، والطاقه] ...ويمكن تحويل الماده الى طاقه ، لكن العكس غير ممكن.

وقضيه الطاقه ، هى قضيه وجود لأى مجتمع ( وهو ما يفسرسياسه الولايات المتحده الأمريكيه ، وتحركات جيشها في منطقتنا). وعلى المستوى الأنساني ،فأن المشاعر الأنسانيه ، ما هى الأ طاقات ( موجبه) ، كالحب ، التفاؤل ، الحماس،العطاء،...،..،..
(وطاقات سلبيه) كالكره ، الأنتقام ، الحسد،...،...،...

وللطاقه أنواع عده وتقسيمات متنوعه. الا أن أبسط واصح التقسيمات ..هو ما يعتبر كل مصادر الطاقه ، تنضوى فى فئتين: الطاقه الناضبه ، و الطاقه المتجدده.
والفئه الأولى ، يمثلها : النفط والغاز الطبيعى والفحم واليورانيوم والبلوتونيوم( بعد تخصيبهم)، وهي مواد موجوده فى الأرض بكميات محدده ، ويؤدى التوسع في استخدامها الى التعجيل فى نضوبها ( العمر المتوقع للنفط المصري عشر سنوات فقط). ولذا يجب ترشيد أستهلاكها وادارتها بشكل جيد ( خاصة وأنها ملوثه للبيئه وغير نظيفه) .
والفئة الثانيه ، هى مصادر دائمه ، لا تفنى ما زالت هناك حياه . وهى الى ذلك غير ملوثه للبيئه.كطاقه الرياح ، الطاقه الشمسيه، الطاقه المستمده من سقوط الماء، وطاقه حركه الأمواج البحريه،{والطاقه النوويه الطبيعيه- الأندماجيه-}.
والحديث..عن ضروره امتلاك مصر للطاقه النوويه ، هو حديث يكتنفه الكثير من الخلط وعدم الوضوح. حيث يلعب كثير من الكتاب ، على اوتار اثاره العامه والهاب المشاعر القوميه ادراكا لحاله الناس الذين يحلمون لمصر بأن تصبح دوله قويه ، مهيبه ، تقف موقف الند القادر على الفعل ، في مواجهه اعدائها....وهو كما نرى ، حلم مشروع ...لكن سبيل الوصل اليه ليس صحيحا .
ففى ظن هؤلاء المهيجون أن امتلاك مصر لمفاعلات الطاقه النوويه ، سيمكنها لاحقا من أمتلاك الأسلحه النوويه التى ستعلى من قدرتنا. وهو تصور غايه في التبسيط والسطحيه. حيث أن الدول الغربيه التى ستمدنا بهذه التقنيه ، ستحرص على أن تعطينا ، ما تريد هي وليس ما نريد نحن. وستتعهد قبلها لاسرائيل علي ذلك.
وانتاج الطاقه النوويه كان قد تسارع فى العام بعد حرب 1973 كسياسه انتهجتها المنظمه الدوليه للطاقه ، للحد من نفوذ واحتكار دول منظمه الأوبك لأمدادات النفط الذى تعتمد عليه اقتصادات الدول الصناعيه.كما انها عمدت الي البحث عن النفط والغاز في مناطق خارج الشرق الأوسط ( ونجحت في انتاج البترول من قاع بحر الشمال- لصالح النرويج والمملكه المتحده-)، كما شرعت تلك الدول في استغلال وتطوير مصادر الطاقه المتجدده.
ونجحت في تحقيق المحاور الثلاثه. الا أن نهايه الثمانينات شهدت تراجعا كبيرا ودراميا في انشاء مفاعلات الطاقه النوويه.وذلك بسبب كارثه تشرنوبل بأوكرانيا1986 .
ثم لتدنى أسعار البترول جدا اثر أحداث حرب العراق وايران....والان فأن احزاب الخضر ، في أوربا خاصه تضغط لأغلاق المحطات النوويه ( وشهدت بنفسي اغلاق 3 مفاعلات في دوله اوربيه، خلال سنوات خمس اقمتها هناك).

والخلاصه ان الطاقه النوويه ، ليست هى السبيل الأمثل لمصر، لعده اسباب:
1- انها ناضبه، حيث ان كميات اليورانيوم والبلوتونيوم ، محدوده جدأ...وعمرها المتوقع "لا يتعدي العقدين.
2- أن الدول المنتجه لليورانيوم والبلوتونيوم محدوده العدد ، وتجارته خاضعه لرضاء الدول الكبري والسياسات المتغيره.
3 – شده خطورته وآثاره المدمره ..فالحوادث النوويه تتعدي آثارها المكان والزمان، ولسنا اكثر تقدما من روسيا أو الولايات المتحده ولا اليابان ، التي حدث فيها تسربا اشعاعيا منذ شهور قليله.
4- شده التكلفه التى تزيد عن 2.5
مليار دولار{مبدئيا} ، تمول من قروض يتحملها أجيال متعاقبه من المصريين ، مع عدم ضمان الحصول علي الوقود النووى اللازم لتشغيل المحطه مستقبلا، اذ انه يخضع للتقلبات السياسيه ، التى لا يمكن التنبؤ بها.وهى الي ذلك لن تشغل عماله-فهى تحتاج الي اعداد صغيره جدا ومؤهله للغايه. كما أنها لن تسهم في توسيع وانعاش الصناعه الوطنيه، حيث لا يمكن انتاج أي من المكونات الرئيسيه هنا.

5- النفايات النوويه ، وكيفيه التخلص منها. اذ أخشى ما اخشاه-و هو متوقع الحدوث – أن تصبح مصر ، مقبره نوويه كبيره ، لنفايات العالم النوويه.
اذ ان كثير من الدول النوويه يمكن أن تبنى لنا مثل تلك المحطات( التي فككتها من عندها) في مقابل أن تدفن نفاياتها النوويه فى أرضنا، وفى ظل الفساد المستشري والضمائر الميته ، وسوء الأداره التى تشهدها بلدنا ...كل شئ اصبح ممكنا. ولا أحتاج لشرح المزيد عن آثار تلك النفايات ، ولا عن الضمائر ، التى يمكن لةا أن تبيع أمهاتها فى سبيل المصلحه الشخصيه.
6- من ياملون في أن تحصل مصر من تلك المحطات ، على القنبله النوويه لاحقا...أذكرهم ، بما اوردت سابقا ، أن الدول الكبرى ستحول دون حدوث ذلك. وأضيف أن أمتلاك مثل هذا السلاح ليس ميزه ( طالما لا زلنا متخلفون)...وأن اسرائيل كانت تمتلك القنبله النوويه بالفعل أثناء حرب أكتوبر، لكنها ، ولأسباب عده لأم تستطع أستخدامها.
وأن باكستان اصبحت دوله نوويه ، وهو ما لم ينقلها الى مصاف الدول المتقدمه، بل على العكس ، فقد أدي لمزيد من تدخل القوي الأجنبيه فى سياساتها الداخليه، بدعوى أنها تمتلك قوة تدميريه ، تدار بشكل دينتاتوري ، يجب على العالم مراقبته ، حرصا علي السلام والأمن الدوليين( وهو أدعاء صحيح للأسف).
وبذا اصبح امتلاك هذا السلاح ، وبالا علي استقرار باكستان( بعكس الهند الديمقراطيه الحكم)


6- فالحل اذا....لمشكله الطاقه في مصر...هو التوسع فى مشروعات الطاقه المتجدده، التى تحقق مزايا كثيره.
فلدينا الشمس ، والرياح ، وغيرها. وهى طاقه دائمه لا تنفد. لا تلوث.وتعمل علي توسيع الرقعه العمرانيه لمصر.وعلى اجتذاب أعدادا لا بأس بها من العماله، فتعمر مناطقا جديده.كما ان اجزاءا كبيره من مكونات مزارع الرياح ، والوحدات الشمسيه، يمكن انتاجها محليا، وذلك يفيد قطاع الصناعه . ويوسع فرص العمل فيه.

ودعونا نتعلم من تجربه البرازيل التى تستخرج الميثانول( مثل الغاز الطبيعي)..من قصب السكر ، ونحو نصف أعداد السيرات هناك تدار به.

بل أن أسعار الذره قد ارتفعت بشكل كبير فى بورصات الحبوب الغذائيه ، بسبب اتجاه الولايات المتجده لاستخراج الميثانول من الذره ، لاستخدامه كوقود نظيف ، ومتجددد.

أ رجو أن أكن قد اضأت ، جانبا ملتبسا ، عند العديد من القراء الكرام.