Tuesday, February 16, 2010

العــــــــــــــــــــــــودة


قد آن ، للقلب الكليم

أن يقر ، ويهتدي ... ويغادر الركب الحزين

وأن يعود إلي الوطن ... عيناك ، والدرب القديم

قد كاد ينسي ... خطوه ... وكان يسعي ، تائها

لا صاحب .. ولا رفيق ، .. ولا دليل يقوده ... في لجة الليل البهيم

لا نجمة ، لا مرشد .. ولا فنار ... لا هدي ... فقط ظلام .. يحوطه .. أيضا .. ظلام

وكان يبكي ، شراعه ... ضليل ، كالأعمي .. يهيم

بلا سبيل ، للنجاة ... لا رجاء ... مركب ، بلا إتجاه

والكون ، بحر واسع .. قاس المراس ... لا يلين

يمشي .. خطاه القهقري ... تبحر ... ولا تدرك ، ضياء

والبحر ، ليل متصل ....قاس البرودة .. جوفه ، عتم ، وغيم

ولا يحار ، وِجٌهَةً ... ولا يجذبه ، مقصد ... حتي الأماني قد إختفت .. ولا تبين

المكان ... الزمان ... الإتجاه .... هم القيود ...

بإذائها .... هو يصطرع ... لكنه إلي الشطآن .. لا يصل ... ولا يريحه الغرق ... فهو السجين

كلهم .. ، متحالفين ..... كلهم قد أجمعوا ليمنعوني عنوة ... عن وجهتك

مثل الجنود ، علي الحدود ... مدججين ..

لا يمنحوني فرصة ، أو فرجة ... لأستبين

سوي أطياف ، ذاهلات ........... قوامها ، الوهم ، العنين

أمشي ، إليك .. وأتجه .. من وحي قلبي ... وهديه ... أو قل جنوني ...

أقبل علي ... ومد ، ذي اليدين ، نحوي.... خذني قريبا ...

ضمني ... واسمع ، للحني .. أوهبك ... درة فنوني

فلطالما ...أشعل فراقك الحنايا ..... بالحنين ، في البعاد ... وكنت وحيي

إشتقت لك ... للرائحة ... ولليدين ، وللرموش ، وللعيون

كان الفراق ، يسومني ... كل البلايا ... وأنت ، عني تبعدين .... أمست ليالي نائحة

ألم يأن .. يا واحتي ... زمن الوصال .. فتقبلين

وتقبليني ، بدنيتك .. وتقبلين ، جبهتي وتلمسين ،( وتلثمين) وجنتي

ففي رحابك ، وحدها ... تقع هناك ، جنتي

وتسعدي ... أن عدت لك ... وفي عيوني ، تضحكين

أعوض العمر الذي ، سافرته

رجعت للحضن المكين .... ألا فقولي

أأوبتي .. هل تقبلين .. أم لا تزالي معاندة ، وتنكرين

هل ، لا يزال ، أولئك ... حفنة الصبيان ، فيك ... يمتلكوا قرارك .. حاكمين

تحت وطأة ، القهر الجبان ... أودعوك .... في الزمن الرعين

هم ، يطفئون ، نور العشق ... في عيونك ... ويفقدوك الذاكرة

، .. يخايلونك .. يشغلونك... حيث ، يبغوا ... فلا ترين

وأنا المتيم ، هائم .. وهنا ، ببابك مستكين ...

وواقف .. أرخي ، رتاجك ... ماله

ممانع ، ومغلق .. ولا يلين

حاشاك .. عودي للحياة .. إياك أهوي .. فأدلفيني واقبلين
ولا تتوهي ثانيا ، عن نبض صدقي .. أحسي بي وصدقين (لا تنكرين)

لقد سبوك ... إستعبدوك ، لحقبة ...

أصبحت ، عني ... تبعدين

لكنه الأوان ...آن .. كي تعرفي ... كي ، تدركي ... تتذكرين

شعاع حب ، ضمنا .. وحلم وصل .... عاشنا

وكنت ، لي ... تتبسمين

هل تذكري .. نظراتنا ... آهاتنا .. أحلامنا .. وركضنا

تلك الحقول الزاهرات ... بنبتة الشفق الرحيم

و كانت تعشق خطونا ...

نجري سويا .. لا حدود ، تعيقنا ...و يغار منا ، قراننا ..

نحوي الحياة .. أنا وأنت .. في براءة ، حضننا

وحينها ، كان الحزن ... أعمي العيون ... بشأننا

وبلادنا ، تبدو لنا ... بستان زهر ... مستديم

آن الوان ، لتنهضي .. عنك التراب ، لتنفضي ... تتذكريني .. و تنطقين

قد عدت ، لك .. جزت البحار .. والزمان .. والمدي

ما عاد ، يرهبني الصراخ ، والتهديد ، ولا الصدي ... حتي أمورك ، تستقيم

فبعد حضني ... َوبُعٌد ، حضنك .... لا قرار ، ولا وطن

قد عدت لك .. رغم الأسي .. لأحررك ... من قسوة القيد الأليم

لأعش .. ويحيا ، ثانيا .....هذا الفؤاد ... ذا السقيم

يراك ، قلبي .. ومقلتي ...إلي براحك ، تهتدي

وعن إهابك ,, لا تضل ، ثانيا ... لن تغترب ... ولن تهيم

قد عدت لك ... قد هئت لك ...

هيا ، إنهضي .. وجددي ، معي العهود ... حرة ..

بلا نسيان ... لا زيوغ ... لا أصفاد من جحود

وتيقظي ... ليشرق الفجر ، لنا

ويهاجر الشفق الحزين ... سماءنا ... لتلونها وترقص في فراغها النجوم

هيا ... تعالي ، أقبلي ... لنقهر البعد الغشوم

ونطفأ الشوق ، الأليم

لو كنتي لي ، وللدعاء ... تسمعين .....

...........أوتسمعين

####